03‏/06‏/2011

2-6-2011 تخرجنا = ]

كلِمة الخريجات في حفل التخرج  :  


كطيورٍ تحلقُ بعيداً فالسماءِ , باحثةً عن أرزاقِها بعدَ أن عاشتْ أياماَ في أعْشَاشِها , تتلقى تعليمَها لكيفيةِ الطيران , هنّ طالباتُ هذه الدفعةِ التي أرْهَقْتهُنّ الايامُ و الساعاتُ على مدارِ الاثني عشَر عاماً الفائتة .
اثنا عشرَ عاماً, حملتْ في حقيبةِ ظهرِها المدرسية الكثيرَ من الصورِ و المواقف , حزينةً كانت أمْ سعيدةً مبهجة, أياماً كتبتْ في أوراقِ دفاترِها أسماءً تبقى في الذاكرةِ أفعالُهم, فهذه معلمةٌ بقيَ أثرُ أجرِ مُعاملتِها الكريمةِ و مساعدتِها لأطفالها المجتهدين في غُرفِ علمٍ جَمعت بين أعراقٍ و أجناسٍ كثيرةٍ سرتْ في دمائهم وحدةُ طلبِ العلم.
وبَعد أجيالٍ قامت بتربيتِها كثيرٌ من الأمهاتِ المجداتِ في أعمالهن, مجتهداتٌ في إيصال فكرة درسٍ يساعدُنا في حياتنا , إلى عقول لم تألفْ معنى الحياةِ بعد, و لكن تلك العقولُ قد أصبحتْ ناضجةً و مستعدةً لأن تخوضَ امتحانَ الحياةِ, التي أطلبُ اللهَ لي و لكنّ أن ننجح فيها بتوفيقٍ منه عزَ و جل , و في هذا اليوم الذي ستبقى أرقامُ تاريخهِ مطبوعةً على غلافِ الأيام التالية . أبثُ تحياتي إلى مدرستي أُمَ عَمار التي تركتُ بصمتي على جدرانِها و نوافذِها و مزاليجِ أبوابها, إلى معلمتي إلى غاليتي التي أُرهِقتْ من بعض فتياتٍ لا مباليات , و لكن الله أعطاها بهجةً و سروراً نراهُ يختمُ على شفتيها بعد تحسُنٍ و مشاركةٍ فعّالة , إلى مديرتي التي لم تبخل في عطاءٍ و ماصدتْ أي فتاةٍ رغبت في مساعدةٍ منها لحل بعض أمورٍ معلقة, ففتحتْ بابُ قلبِها لبناتِها التي لا تلبثْ بضع أيام و تفارقهن , و كم هو الفراقُ حزينٌ مؤلمٌ , فتلك طاولاتٍ و كراسٍ ستفتقدُ طالباتٍ أخذوا العلمَ عليها .
في هذه الدفعة , في هذه المجموعة, طالباتٌ يتخرجنَ اليومَ و معهن شهادةٌ ثانوية يفخرْنَ بها , قد لا تُخرجُ أمُ عمار طبيبةً أو مهندسةً أو معلمةً, و لكنها ولا شكَ بذللك تخرجُ فتياتٍ ناجحاتٍ بدأت خطوتهم الأولى للمسيرِ بحياتهن بتخرجهن و بعدهُ تبدأُ مسيرةٌ أخرى , و لكلٍ منهن ما اختارتْ فتلك ستصبحُ أماً عطوفةً و تلك ممرضةً رءوفةً و أخرى مهندسةً شغوفة .
  
. . بـ قلمي ♥

هناك تعليق واحد:

  1. وَقفت أتأملها كَثيرا

    مُترفه وأكثر هي كلماتك ..

    أسأل الله الكَريم أن يوفقك

    دُمت شَمعة مضيئة في هذا الكون

    ردحذف